كيف نحمي أنفسنا من جدري القردة؟

جدري القردة المعروف أيضًا باسم “Monkeypox” هو مرض نادر ولكنه يثير قلق متزايد حول العالم بسبب قدرته على الانتشار بين البشر بعد انتقاله من الحيوانات، مع ظهور حالات متفرقة في مناطق متعددة أصبح من الضروري تعزيز الوعي حول كيفية حماية أنفسنا من هذا المرض، يهدف هذا المقال إلى تقديم إرشادات شاملة للحماية من جدري القردة، مستندًا إلى مصادر طبية موثوقة.

 فهم طبيعة الفيروس وطرق انتقاله

جدري القردة هو فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية وهو يرتبط بالجدري المعروف الذي تم القضاء عليه عالمياً في السبعينيات، ينتقل الفيروس في الأصل من الحيوانات البرية وخاصة القوارض والقرود إلى البشر.

يمكن أن يحدث انتقال الفيروس بين البشر عن طريق الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية، مثل الدم، أو إفرازات الجهاز التنفسي، أو ملامسة البثور الجلدية الناتجة عن المرض، كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر الأسطح الملوثة بالفيروس، مما يزيد من أهمية النظافة الشخصية وتنظيف البيئات المحيطة.

الوقاية من انتقال الفيروس من الحيوانات

واحدة من أهم الخطوات للوقاية من جدري القردة هي تجنب الاتصال بالحيوانات التي قد تحمل الفيروس، يشمل ذلك الامتناع عن ملامسة الحيوانات البرية وخاصة القوارض والقرود وكذلك عدم التعامل مع جثث الحيوانات المصابة، في المناطق التي تم فيها تسجيل حالات إصابة بجدري القردة ينصح بتجنب تناول لحوم الحيوانات البرية ما لم يتم طهيها بشكل جيد لتدمير أي فيروسات محتملة.

تعزيز ممارسات النظافة الشخصية

النظافة الشخصية تلعب دور حاسم في الوقاية من جدري القردة، يشمل ذلك غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون وخاصة بعد ملامسة الحيوانات أو الأشخاص المرضى.

إذا لم يتوفر الماء والصابون يمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول، من الضروري تجنب لمس الوجه وخاصة الفم والأنف والعينين بأيدي غير نظيفة حيث يمكن أن يدخل الفيروس إلى الجسم من خلال هذه المناطق.

 تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين

في حال وجود حالات إصابة مؤكدة أو مشتبه بها بجدري القردة، من الضروري تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين، يجب الابتعاد عن ملامسة الجلد أو السوائل الجسدية للشخص المصاب، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو الفراش.

في البيئات الصحية يتوجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية ارتداء معدات الوقاية الشخصية بما في ذلك القفازات والأقنعة لمنع انتقال الفيروس أثناء تقديم الرعاية للمصابين.

 تنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات الملوثة

لأن الفيروس يمكن أن يعيش لفترات طويلة على الأسطح يجب التأكد من تنظيف وتعقيم جميع الأسطح والأدوات التي قد تكون تعرضت للفيروس.

يُنصح باستخدام المطهرات المنزلية الفعالة التي يمكنها القضاء على الفيروس، من المهم تنظيف وتعقيم الأماكن المشتركة بشكل دوري خاصة في المناطق التي تم تأكيد حالات إصابة فيها.

التطعيم كإجراء وقائي

على الرغم من عدم وجود لقاح مخصص لجدري القردة إلا أن لقاحات الجدري التقليدية توفر بعض الحماية ضد الفيروس نظراً لتشابه الفيروسين.

إذا كنت تعيش في منطقة ينتشر فيها جدري القردة أو كنت على اتصال وثيق مع حالات مؤكدة فقد يكون التطعيم خيار وقائي فعال يجدر بك استشارة طبيبك لمعرفة ما إذا كان التطعيم ضروريًا بناءً على حالتك الخاصة.

 متابعة الإرشادات الصحية المحلية والدولية

البقاء على اطلاع دائم بالإرشادات الصحية الصادرة عن الهيئات المعنية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أمر بالغ الأهمية، هذه المؤسسات تقدم تحديثات مستمرة حول تفشي المرض وتوصيات حول التدابير الوقائية.

في حال ظهور أعراض مشابهة لأعراض جدري القردة، مثل الحمى، والطفح الجلدي، وتورم الغدد الليمفاوية، يجب التوجه إلى الطبيب فوراً.

 الوعي بأعراض المرض واتخاذ الإجراءات الفورية

أعراض جدري القردة تبدأ عادةً بحمى وصداع شديد وآلام في العضلات وظهور طفح جلدي يبدأ غالباً على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، التعرف المبكر على هذه الأعراض والحصول على الرعاية الطبية يمكن أن يحد من انتشار المرض ويقلل من مخاطره، العزل الفوري للشخص المصاب واتباع الإرشادات الطبية يمكن أن يساعد في السيطرة على الفيروس ومنع انتشاره إلى أفراد آخرين.

في النهاية 

الحماية من جدري القردة تتطلب اتباع نهج شامل يجمع بين تجنب ملامسة الحيوانات البرية، والحفاظ على نظافة شخصية صارمة، وتجنب الاتصال الوثيق مع المصابين، وتنظيف وتعقيم البيئات المحيطة، والاستفادة من اللقاحات المتاحة عند الضرورة.

اقرأ ايضاً: 30 دقيقة كل يوم… تعرف على تفاصيل القرار الجديد لممارسة الرياضة في الجامعات المصرية